*/الموضوع: لقد حطم الحكيم في مسرحيته شهرزاد
وحدة الإنسان فكانت شخصيات أثره الرئيسية متخالفة في النظرة إلى شهرزاد متآلفة في
المصير المأسوي .
حلل القول معتمدا شواهد دقيقة من مسرحية شهرزاد
1/فهم
الموضوع:
أ/المعطى/القولة:
-ورد نص المعطى تركيبيا سببا و نتيجتين
السبب: لقد حطم الحكيم وحدة الإنسان
النتيجتين:
1-تخالف الشخصيات الرئيسية في النظرة إلى شهرزاد
2-تألف الشخصيات في المصير المأسوي
=ضرورة الاعتناء بكل مشكلات المعطى و الموازنة بينها كما و كيفا
ب/ المطلوب/السؤال: موضوع تحليلي يقوم جوهره على مرحلتين وهما مرحلة
التحليل و مرحلة التأليف
مرحلة التحليل:
1/مظاهر تحطيم الحكيم في مسرحية شهرزاد وحدة الإنسان:
**/ ماهية وحدة الإنسان: هي التقاء أبعاد ثلاثة فيه وهي:
*/البعد العقلي =الإنسان بما هو عقل
*/ البعد العاطفي= الإنسان بماهو قلب
*/ البعد الحسي= الإنسان بما هو غريزة و جسد و شهوات ....
= هذه الأبعاد تكون متكافئة متعادلة في ذات الإنسان حتى يؤمن التورط
في المأساة أو القلق ....هيمنة بعد من هذه الأبعاد أو طغيانه ينتهي بالإنسان في
رؤية الحكيم ضرورة إلى المأساة
يقول الحكيم: "أن القلق السائد في النفوس اليوم مبعثه هذا
الاضطراب في ميزان التعادل بين العقل و القلب ....بين الفكر و الإيمان..."
2/مظاهر تحطيم الحكيم
وحدة الإنسان في مسرحية شهرزاد :
تنتمي مسرحية شهرزاد إلى المسرح الذهني حيث تكون فيه الشخصيات أقنعة للأفكار
المجردة
جعل الحكيم شخصياته الرئيسية الثلاثة (شهريار/قمر/العبد) رموزا لبعد
من أبعاد الإنسان :
أ/ شهريار أو العقل الخالص:
مثل شهريار رمز الإنسان الذي لا يرى الأشياء حوله إلا بعقله
هو شخصية متنكرة للعاطفة و الحسً /شبعه من الأجساد+الحب
"سحقا للجسد الجميل/سحقا للقلب الكبير /إني براء من الآدمية
...براء من القلب ...لا أريد أن اشعر ...أريد أن اعرف ...."
= شهريار يمثل العقل الميتافيزيقي المجرد عن الشعور و المتنكر للجسد .
ب/ قمر أو القلب الخالص:
لا يرى الوزير قمر الأشياء حوله إلا بقلبه
هو شخصية متنكرة للجسد و رافضة للغريزة حتى انه اعتبر أجمل ما في
الدنيا عيني امرأة
الوزير قمر يجسد العاطفة و لكن بعيدا عن الغريزة
ج/ العبد أو الحسً الخالص :
على نقيض شهريار و قمر لا يرى العبد الأشياء إلا بغريزته
هو شخصية متقلصة في حدود الغريزة الحيوانية ينبض دائما بالشهوة و
اللًذة
العبد يرمز إلى الجسد و غرائزه و لكن بعيدا عن القلب و العاطفة
== ارتباط كل شخصية من شخصيات مسرحية شهرزاد ببعد من أبعاد الإنسان
(العقل/القلب/الحس) هو الذي يؤكد تحطيم الحكيم لوحدة الإنسان
قال جان طنًوسي:" أن مسرحية شهرزاد... تصور ثلاث شخصيات رئيسية
ترمز إلى الطاقات الثلاث و قد تفككت و حاولت عبثا أن تدرك كنه الحياة مرموزا إليها
بشخصية شهرزاد"
2/ مظاهر تخالف الشخصيات الرئيسية في
النظرة إلى شهرزاد:
=ترجمت الشخصيات الرئيسية اختلافها في النظرة إلى شهرزاد من خلال أن
كل واحد منها يراها في "مرآة نفسه" على حد تعبير شهرزاد نفسها =هذا
الاختلاف ولًد ثلاث صور لشهرزاد وهي تباعا:
1/شهرزاد في نظرة شهريار:
اعتبر شهريار شهرزاد "عقلا كبيرا" /ما أنت الا عقل كبير
=اختزال صورتها عقلا كبيرا
أ/مستوى الأقوال:
ملفوظ شهريار الدرامي يتميز
بكثافة حضور المعجم الذهني في حواره مع شهرزاد "أريد أن اعرف لن يهدأ عقلي
حتى اعلم..." +كثافة حضور الخطاب الاستفهامي بما هو قرين العقل
= انقلاب شهرزاد لشهريار لغزا محيرا و سرا غامضا ينشد معرفته
ب/ في مستوى الأفعال:
ترجم شهريار نظرته إلى شهرزاد
بما هي عقل في مستوى أفعاله من خلال ولوجه مغامرة البحث عن سرها
توسل العقل من اجل فك لغزها عبر مجموعة من التجارب : تجربة القتل
للمعرفة /تجربة السحر/تجربة الزهد في الأجساد/ تجربة الرحيل في أرجاء العالم و
التأمل في الوجود /تجربة الترفع عن إغراءات الجسد =انتهاءه هائما في أجواء العقل
الميتافيزيقي
2/شهرزاد في نظرة الوزير قمر:
اختزالها في "ما أنت إلا قلب كبير"
أ/في مستوى الأقوال:
الملفوظ الدرامي= حضور المعجم
العاطفي الوجداني (حواره مع شهرزاد/شهريار)
اعتباره أن معجزة شهرزاد أنها بقلبها الكبير استطاعت أن تنقل شهريار
نقلة نوعية عن حياة الدم و الجريمة
ب/ في مستوى الأفعال:
ترفعه عن إغراءات شهرزاد
حينما كشفت له عن مفاتن جسدها بقوله"كلا...كلا لست أريد هذا "
3/ شهرزاد في نظرة العبد:
اعتبر العبد شهرزاد جسدا جميلا وهو ما تجسم في قوله "ما أنت إلا
جسد جميل "
اختزال العبد شهرزاد في صورتها جسدا جميلا لا غير
أ/في مستوى الأقوال:
تكثر في الملفوظ الدرامي للعبد حضور المعجم الحسي "يا لجسد
شهرزاد ..هذه النافذة أنأتني أن خلفها جسدا ينتظر الغرام..."
ب/في مستوى الأفعال:
ترجم العبد نظرته إلى شهرزاد على أنها جسد جميل من خلال اشتهائه لها و
تسلله إلى خدرها و ركوب الخطر و تعريض الحياة إلى الموت من اجل إشباع الرغبة
الجنسية و الالتذاذ بجسدها
= العبد في علاقته بشهرزاد لا ينشد إلا إشباع الغريزة الجنسية
الجائعة...
3/ مظاهر تألف الشخصيات الرئيسية في
المصير المأسوي:
**/ شهريار:
-فشل كل تجاربه لمعرفة سر شهرزاد المغلق /فشل تجارب هروبه من الجسد
/عجزه الجذري عن إدراك المعرفة و الحقيقة المطلقة
=لا السحر و لا القتل من اجل المعرفة ولا الرحيل ولا الزهد في اللًذة
و الجسد استطاعوا تحرير شهريار من عقال المكان و سجن الأرض و قفص المكان و ضيق
الدنيا
=انتهاء شهريار معلقا بين السماء و الأرض ينخر فيه القلق ....
موت شهريار في خاتمة المسرحية فهو رجل هالك لم يعد صالحا للحياة لقد أصابته
الشيخوخة شيخوخة الجسم و شيخوخة القلب فكيف يمكن له أن يواجه الحياة ....
**/ الوزير قمر:
مصيره المأسوي من خلال حدث انتحاره في خاتمة المسرحية نتيجة عثوره على
العبد الأسود في خدرها
**/ العبد:
مصيره الذي سلط عليه أن يعيش
دائما في الظلمة
قدره أن يعيش في الظلام لا يخلو من مأسوية
4/ مرحلة التأليف:
الحكيم قدم شخصيات غير متعادلة بين قواها و ملكاتها و هيأ لمصيرها
المأسوي ليدعو ضمنيا إلى فكرة الحاجة الأكيدة إلى التوازن و التعادل بين ملكات الإنسان
المختلفة....
مصير مأسوي و كارثة
تولد المأساة من اختلال التعادل في التركيب الروحي للشخصيات
التأكيد على محدودية المنزلة الإنسانية في الكون (الإنسان ليس اله
العالم) و شرفه يبقى في المحاولة و الكفاح و الجهاد و لو ضد المستحيل....
بلورة الحكيم لرؤيته الشرقية الإيمانية
= مسرحية شهرزاد لتوفيق الحكيم نص مفرد في سياق نص جمع هو المسرح
الذهني الذي يعالج قضايا الإنسان الخالدة في ضوء رؤية مأسوية ترجمت شكلا و مضمونا
........
0 تعليقات